الاثنين، 17 أكتوبر 2011

عيب والله عيب


كل ما يمر يوم انقول الأمور بتتغير والأحوال بتتبدل وبنتجاوز السلبيات والأخطاء. لكن اللي يحدث هو بالعكس الاستهتار يزيد والفوضى تزيد ولا أحد يحس ويشعر أنه مسؤول عن أخطائه ولازم يحاسب نفسه ويحكم ضميره. الدولة فيها ثلاثين ألف موظف والمواطنين يشكلون ثمانية آلاف فقط ومع هذا إنشوف إن المواطن صار يحس إنه صاحب الامتياز في التكاسل، تدرون ليش؟ لأنه من هذا البلد الغني وإن فلوسه تعطيه الحق في الاستهتار تعالوا انشوف اللي يسويه بعض الموظفين.
ذاك يداوم على كيفه (لأنه متعين بواسطه)، والثاني يرفض يشتغل (لأنه مختلف مع المسؤولين الكبار)، والثالث يكلف العمل لغيره (لأنه أرباب مواطن)، والرابع يشغل موظفين في مزرعته والا أعماله الخاصة (لأنه من الكبار)، والخامس يقضي وقته في العمل يتصفح مجلات ويسولف مع ربعه اللي يزورونه في مكتبه (لأنه يشتغل على قد المعاش)، والسابع يسرق من الأموال المسؤول عنها (لأنها مال الحكومة وحلال عليه).
يا جماعة عيب. إلى متى بنظل على ها الطريقة؟ ترا اليوم عندنا بترول وفلوسنا وايد، لكن باجر بنصير على هامش التاريخ يوم بيخلص البترول. ليش ماندرك ها الشي ونحاول نكسب الزمن نبادر ونمسك زمام الأمور بحماس الواجب اللي يفرضه علينا الوطن ونكتب في التاريخ صفحة يصفق لها أولادنا وأحفادنا بدل ما نخلي التاريخ يتفل علينا وهذه أكبر المصايب؟وإللا اشرايكم ياجماعة؟.
نشر في مجلة الأزمنة العربية 8/5/1979

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق