عرفْتُكَ حيّاً ومازلتُ



ما أغربكِ أيتها الحياة! فهاهي ذكرى غريبة تمر عليّ، ولا أستطيع تحديد مشاعري نحوها، حيث جلستُ مطولاً أفكر فيها،فأحياناً أشعر بالحزن ومرة أخرى أضعه خلفي، وأحيناً أشعر بالغيرة وأخرى بالتميز في مشاعري، وأعاود طمأنة نفسي بأنه: ليس المهم إن كنا صافحنا يدَ غانم غباش أو لم نصافحها، إنما يجمعنا جميعاً هو حب ووفاء لذكرى هذا الرجل. وما أنا متأكدة منه جيداً هو أنني عرفتُ غانم حيّاً ومازلتُ أعرفه حيّاً. 
ومكمن حزني أننا اليوم بأشد الحاجة إلى رجل كغانم، ولكننا سنتجاوز جميعاً هذا الحزن عندما نجد شموخ ذلك الرجليظللنا بأفكاره الحرة، وتدفعنا كلماته إلى العمل الوطني الصادق. 
أيها المعلم، لستَ مجرد ذكرىَ، ولستَ رجلا غائبا عنا، إنما أنتَ الحاضر في قلوبنا أبداً، والمستقبل بأيدي أبنائنا غداً، وأنت صوت الفضيلة بضمائرنا، وشريان متدفق في قلوب كل وطني وإنسان يكرم أخيه الإنسان. 
أيها المعلم، مع أن الغد هو دائماً مجهول، إلا أننا جميعاً نحمل الأمل إكليلاً نقلناه من هامتك الشامخة، فنرى الأمل جميل المحيا وضّاء الجبين، ينطلق من خلف الأسوار الحديدية ومن جنح الليل إلى ذلك الطريق المرصوف بأعمال الرجال ومنهم أنت. 
فإلى الغد من أجل الوطن الغانم أبداً. 
مريم الحساني