لم ينسَ أن يحمل الصورة


الجمعة قبل الماضي نشر الأستاذ شوقي رافع في صفحته الأخيرة بالملف السياسي، مقالاً عنوانه العريض “الكرسي” ظننته كعادته يعالج أحداث الساعة وكان كذلك، لكنني انتبهت إلى صورة عريضة تتوسط الموضوع كانت بورتريها للمرحوم غانم غباش. قرأت الموضوع وعرفت أنه يتحدث عن ذكرى وفاة غانم. 

شوقي البعيد هناك في الكويت أو لبنان يتذكر المناسبة، ونحن هنا أهل الدار وأهله لا نذكرها، ولا نذكر أن نكتب في حق هذا العلم ولو كلمة. شوقي وحده الذي ذكر، فكتب بعده من كتب، واحتفى به من احتفى، وظلت بقية كثيرة في نسيانها. بقية علّمها غانم غباش واحتضنها في “الأزمنة العربية” وساعدها أن تكتب وأن تكبر. 
قبل عام كنت أسجل فيلما عن تاريخ الصحافة في الإمارات، حاولت فيه محاورة الرواد وكل من كانت له تجربة أغنى بهاوأضاف لهذا التاريخ، وكان لابد من التسجيل مع صحافي مثل شوقي رافع له تجارب وعنده ذاكرة وله رؤية في هذه التجربة، كانت عنده ساعة واحدة بعدها كان لابد أن يكون في المطار مغادراً. 
حضر في الموعد ومعه لوحة ملفوفة أصرّ أن تكون معه وأن تظهر في التسجيل تلك اللوحة، كانت صورة مرسومة لغانمغباش. 
ورغم كثرة المؤسسات التي عمل بها هنا، إلا أن أغلب حديثة كان عن غانم وعن “الأزمنة العربية”، وعندما انتهى من التسجيل كان “بوغانم” مستعجلاً ليلحق بالطائرة، نسي أوراقه وغليونه، ولكنه لم ينسَ أن يحمل صورة غانم الكبير معه. 
سعيد حمدان 
صحيفة البيان الإماراتية 14/3/2003